في أحد مستشفيات مدينة ووهان الصينية، عام 1988، وُلد طفل صغير



 في أحد مستشفيات مدينة ووهان الصينية، عام 1988، وُلد طفل صغير اسمه دينغ تشنغ، بعد ولادة معقدة وصعبة. بدت عليه علامات الضعف فورًا، وسرعان ما أكد الأطباء أنه مصا*ب بالش*لل الدماغي، وهي حالة تؤثر على الحركة والتوازن والتنسيق العصبي. كانوا واضحين مع والدته، زو هونغيان:

"من الأفضل أن تستسلمي... لن يكون لهذا الطفل مستقبل."


تلقّت الأم تلك الكلمات كط*عنة في قلبها. كيف يُطلب من أم أن تتخلى عن قطعة من روحها؟ كيف يمكنها أن تدير ظهرها لطفل لم يُمنح فرصة واحدة للحياة بعد؟

لكن زو لم تتردد.


بصوت مكسو بالأ*لم والعزم، أجابت الأطباء:


"سأقا*تل من أجله... حتى آخر يوم في عمري."


وهكذا بدأت رحلتها. رحلة أم ضد الواقع، ضد النظام الصحي، ضد نظرات الشفقة، وحتى ضد زوجها الذي لم يستطع أن يتحمّل العبء. وحين أصبح دينغ في العاشرة من عمره، قررت زو الانفصال عنه، واختارت أن تُكمل الطريق وحدها.


كانت تعمل لساعات طويلة في النهار، وتعود في المساء لتبدأ وظيفة أخرى: أن تكون المعلمة، والمعالجة، والمدربة، والملهمة لابنها.


استخدمت كل ما تستطيع من وسائل لتنمية قدراته. علمته كيف يمسك الأشياء، كيف يأكل باستخدام عيدان الطعام رغم صعوبة ذلك، كيف يقرأ، وكيف يحل المسائل. كانت تبتكر ألعابًا ترفيهية صغيرة لتقوية عضلاته وتنمية ذكائه، وتخلق بيئة إيجابية، حتى في أق*سى الظروف.


تأخر دينغ كثيرًا عن أقرانه:


لم يمشِ إلا في سن الثالثة

ولم يتمكن من القفز إلا في سن السادسة

وكان يعاني من بطء في الحركة وضعف في التوازن


لكن زو لم تسمح للإعاقة أن تُصبح عذرًا. كانت تُردّد دائمًا على مسامعه:

"جسدك ضعيف؟ لا بأس، سنقويه. لكن عقلك… هو جناحك الحقيقي."


وكانت كلماتها تُثمر.


رغم كل العقبات، بدأ دينغ يُظهر نبوغًا أكاديميًا. تفوّق في دراسته، ودخل واحدة من أفضل الجامعات في الصين: جامعة بكين، وهناك أثبت للجميع أن الش*لل لم يمس روحه ولا عقله. وبعدها، حقّق ما يُشبه الحلم، وحصل على قبول في كلية القانون بجامعة هارفارد، إحدى أعرق الجامعات في العالم.


كل من عرف قصته انبهر، لكن من اقترب منه أكثر، أدرك أن نجاحه لم يكن معجزة بقدر ما كان ثمارًا لسنوات من الحب، والتفاني، والصبر الذي لا يُوصف.


اليوم، يُكرَّم دينغ في الصين، ويُضرب به المثل في الصبر والتحدي، لكن البطلة الحقيقية التي تقف خلفه – بكل هدوء وتواضع – هي والدته، زو هونغيان. امرأة لم تكن غنية، ولا مشهورة، لكنها كانت تملك أعظم ما يمكن أن يُحدث فرقًا في حياة إنسان:


قلب أم... لا يعرف الاستسلام.


Comments